لطالما جذب انتباهي منظر البحر في جوف الظلام و أصوات أمواجه المتلاطمة، وصوت الطيور المغردة والمحلقة في أعالي السماء يا لها من حرية مطلقة.
فلا حدود لكليهما... فحلمت كثيرا أن أكون طير لأتمتع بحرية الانطلاق أو أبحر في البحر المظلم لأكتشف بنفسي نهاية لحدوده، و لكن هذا أمر مستحيل لأنه لا يوجد شيء اسمه الحرية المطلقة فلكل حرية حدود.
فحدود الطير الإجهاد وحدود البحر عالم آخر من البشر على الجهة المقابلة، إذا فلنتفق أن لكل حرية حدود و لكن داخل هذه الحدود توجد الحرية فإذا افترضنا أن حدودنا الدين و القيم و ما نص عليه القرآن فنحن ملتزمون بكل ما جاء فيه بدون جدال فلا مكان للعقل هنا و لكن فيما عدا ذلك يجب علينا جميعا أن نطلق العنان لعقولنا لكي تبحر في أعماق الفكر و الإبداع مجدده مبتكره و أيضا مخترعة.
لكن سرعان ما نكتشف أننا نعيش في مجتمع أصدر أمر اعتقال على العقل فليس لك الحق في أن تعمل عقلك فهو الذي يفكر لك و هو الذي يصدر القرارات فعلى الصغير أن يقدم للكبير حياته على طبق من ذهب يشكلها كيفما شاء فالكبير هو عقل الصغير يفكر له يقرر له و يشاركه بل أقصد يحل محله في التخطيط لمستقبله باعتبار أن الكبير هو فقط من يملك العقل و الصغير ليس لديه أو أنه لا يحسن التفكير و لكن هذا أمر خطأ يا سادة فلكل واحد منا عقله و تفكيره الخاص ولا يمكن لي أو لغيري أن نفكر بعقل أحد آخر، فأنا لي مبادئي و حياتي الخاصة أنا فقط من يفكر لها، و من حقي أن أفكر في كل شيء حولي و أن أصرح بوجهة نظري و إن كانت مختلفة فالاختلاف هنا لا يعني الاعتراض أو الرفض و لكنها مجرد وجهة نظر ترجع إلى أن كل واحد منا لديه عقل مختلف عن الآخر ومن الاختلاف يأتي الاكتشاف ومن ثم الإبداع.
و يأتي اليوم ليكبر الصغير و يجد نفسه أمام مسؤولية التفكير و إصدار القرار. لكنه لم يتعلم يوما كيف يكون التفكير، فيصبح مفكر جاهل منتقم يريد أن يخضع كل صغير تحت أمره ليعوض سنين الحرمان من متعة التفكير، و فجأة يكتشف هذا المفكر المنتقم أن معه مجموعة من الصغار الذين كبروا –لكن عددهم ليس كبير على الإطلاق- لديهم فكر واعي متحضر حيث أنهم رفضوا منذ الصغر أمر الاعتقال و تمردوا بكل حكمة و قوة ورغبة في الحرية فرفضوا جميعا أن يقدموا عقولهم لأشخاص آخرين من دافع الحرية و الفهم السليم فيخشى المفكر المنتقم من أن يفضحوا أمره أمام الصغار الجدد فيصدر بكل عنف و انتقام ليداري عيوبه أمر اعتقال حقيقي على هذا المفكر الواعي و يدفعه إلى داخل السجن ليصبح أسير و تبقى الحقيقة أسيره معه و يبقى الجاهل حر طليق ينعم بالتحكم في عقولنا و الانتقام ممن حكموا على عقله في يوما من الأيام بالاعتقال.
ونكون نحن الصغار جميعا شركاء لهذا المتحكم لأننا نقدم له عقولنا بدون أي مقاومة لأننا نخشى من أن يصدر علينا أمر باعتقالنا و نقبل بكل ضعف أن نسلم عقولنا لنكون أسرى مذلولين بدلا من أن نكون مثل المفكر السليم أسرى أحرار فلو كنا تعلمنا تشغيل عقولنا لاخترنا و بدون تردد أن نكون أسرى أحرار فيا لها من متعة و يا لها من عزة و شموخ عندما يملك كل إنسان عقله و يا له من إحساس أكيد بالحرية، فلو وعى الصغار الدرس و أعلنوا تمسكهم بعقولهم لكثر عدد المفكرين الأحرار و استطاعوا التغلب على هذا المفكر الجاهل،
و يأتي اليوم ليكبر الصغير و يجد نفسه أمام مسؤولية التفكير و إصدار القرار. لكنه لم يتعلم يوما كيف يكون التفكير، فيصبح مفكر جاهل منتقم يريد أن يخضع كل صغير تحت أمره ليعوض سنين الحرمان من متعة التفكير، و فجأة يكتشف هذا المفكر المنتقم أن معه مجموعة من الصغار الذين كبروا –لكن عددهم ليس كبير على الإطلاق- لديهم فكر واعي متحضر حيث أنهم رفضوا منذ الصغر أمر الاعتقال و تمردوا بكل حكمة و قوة ورغبة في الحرية فرفضوا جميعا أن يقدموا عقولهم لأشخاص آخرين من دافع الحرية و الفهم السليم فيخشى المفكر المنتقم من أن يفضحوا أمره أمام الصغار الجدد فيصدر بكل عنف و انتقام ليداري عيوبه أمر اعتقال حقيقي على هذا المفكر الواعي و يدفعه إلى داخل السجن ليصبح أسير و تبقى الحقيقة أسيره معه و يبقى الجاهل حر طليق ينعم بالتحكم في عقولنا و الانتقام ممن حكموا على عقله في يوما من الأيام بالاعتقال.
ونكون نحن الصغار جميعا شركاء لهذا المتحكم لأننا نقدم له عقولنا بدون أي مقاومة لأننا نخشى من أن يصدر علينا أمر باعتقالنا و نقبل بكل ضعف أن نسلم عقولنا لنكون أسرى مذلولين بدلا من أن نكون مثل المفكر السليم أسرى أحرار فلو كنا تعلمنا تشغيل عقولنا لاخترنا و بدون تردد أن نكون أسرى أحرار فيا لها من متعة و يا لها من عزة و شموخ عندما يملك كل إنسان عقله و يا له من إحساس أكيد بالحرية، فلو وعى الصغار الدرس و أعلنوا تمسكهم بعقولهم لكثر عدد المفكرين الأحرار و استطاعوا التغلب على هذا المفكر الجاهل،
فهل من متمرد جديد؟!
سلمى ساجدة للرحمان