السبت، ٢٨ نوفمبر ٢٠٠٩

مجرد كلام































ما أجمل أن يكون للإنسان فكرة معينة يؤمن بها و يعيش من أجلها يتحدى بها العالم و المجتمع
،
فكرة واحدة لا تتغير لأنها راسخة ثابتة في عقله. قد يدفع كل غالي و ثمين من أجلها فهو مؤمن بها لدرجة أنه يستطيع أن يواجه بها كبار المفكرين، يتحاور و يتناقش من أجل إثبات صحتها و الدفاع عنها.
لكن تأتي المشكلة عندما يكتشف الإنسان أن الفكرة التي تبناها مجرد كلام.
فقد ضبط نفسه عندما فشل في تنفيذ هذه الفكرة على أرض الواقع، عجز عن حفر تلك الفكرة على صفحات الواقع.
و اكتشف أن ما كان يؤمن به من مبادئ و فكر مجرد كلام يواجه به العالم و المجتمع ويطلب من الجميع الالتزام به و هو أول من عجز عن الالتزام به.
ترى أيكون النفاق وراء هذا التصرف؟
قد يكون ولكن لا أريد أن أسلم لهذا السبب.
هذا لا يعني أنني أرفضه ولكن أرغب في الإبحار دخل ثنايا النفس، فمن الممكن أن نجد العديد و العديد من الأسباب الأخرى.
فقد يكون هذا الإنسان يفكر بشكل من العشوائية و الكبرياء، فعندما تخطر له فكرة يسرع بتبنيها و عندما يكتشف عدم صحتها يمنعه كبريائه من التراجع عنها، ولكن الجميع اكتشفوا أنه مجرد كلام.
أعتقد أن هذا السبب مقبول بالنسبة لطبيعة النفس البشرية،
ومع ذلك يبقى هناك سبب آخر يدفع الإنسان لهذا التناقض الغريب.
عندما يتبنى الإنسان فكرة نبيلة تتسم باحترام العقل و تجريده من كل معوقات التفكير بما فيها عادات المجتمع المتخلفة يسعد الإنسان بأن في داخله هذه البذرة الطيبة،
فيعمل على الاعتناء بها و رعايتها -و يضيف لها كل الأفكار النبيلة الأخرى من احترام الإنسان لأخوه الإنسان بصرف النظر عن لونه أو جنسه أو حتى مستواه فهذا كله لا يمنع فكرة الاحترام- و يستمر في إضافة باقي الأفكار الجادة الهادفة، معتقد أن هناك وجود للكمال في عالم الإنسان.
و سرعان ما يكتشف الحقيقة عندما يسعى لتطبيق أفكاره بصورتها اللامعقولة على النفس البشرية التي لا تعترف بالالتزام، ولا تطيق الجد، و تميل للمظاهر و جذب الانتباه و الراحة.
وهنا ينشأ الصراع الداخلي بين النفس و العقل والذي يسعى وراء الكمال و الالتزام و تحمل المشاق من أجل تحقيق الأفكار المثالية، لسان حاله يقول لا وجود للمستحيل.
بينما تستمر النفس في البحث عن الراحة و المظاهر والشهوات، لسان حالها يقول أريد مزيد من الراحة و المتع.

و يأتي تناقض الإنسان ويزداد الصراع بين النفس و العقل، بين المعقول و اللامعقول.
فقد ينتصر العقل مرة و تنتصر النفس مرات...
و يبقى على الإنسان أن يختار بين العقل و النفس، أو أنه يجد نقطة مشتركة بين ما يسعى له العقل وما تقدر النفس على تنفيذه.
وبذلك يكون قد استطاع أن يجمع بين الفكر و الواقعية.
مع الأخذ في الاعتبار عادات المجتمع و أفكاره السلبية الرجعية و التي طالما أغوت النفس للوقوع في شباكها.
وهنا يكون الإنسان أمام الاختيار الحقيقي هل يخضع الإنسان لسلبيات المجتمع أم يتحداها بفكر جديد وواقعية حتى لا تصبح أفكاره مجرد كلام...
سلمى ساجدة للرحمان
14-5-2007

الأربعاء، ٢٥ نوفمبر ٢٠٠٩

عفوااا أنا أميرة




ربما لست ابنة أمير ولا من سلالات الملوك ولم يكن جدي من الباشاوات ومع ذلك فأنا أميرة
وربما لا أمتلك هذا القوام الممشوق و تلك البشرة النضرة إلا أنني أؤمن بأنني أميرة،
وعلى العلم فأنا لست مغرورة أو متكبرة فأنا أعلم تمام اليقين أنني خلقت من ماء مهين ومع ذلك فأنا أميرة.
نعم أميرة لست أنا وحدي بل أنتِ وأنتِ و أنتِ أيضا نعم حبيبتي أميرة.
فكيف لا تكوني أميرة
و أنتِ التي أوصى بك رسول الله كل رجال العالم خيرا،
كيف لا تكوني أميرة
و أنتِ من كرمكِ المولى و حماكِ من عيون كل البشر،
أليست الأميرات كذلك ممنوع عليهن الخروج و التعامل مع العامة فهي مصونة في قصرها قصر العفة والطهارة.
ألست أنتِ من كلف الله من أجلك الرجال بهذا التكليف الصعب الثقيل ألا وهو القوامة.
لقد كلف الله رجال العالم بأن يقوموا على رعايتك و حمايتك لتشعري بالأمان والاطمئنان،
ألست أنتِ من خلقتِ من ضلع من الرجل - نعم ضلع- فاشعري معي بمدى الدفء و الأمان و السكينة بإدراكك لهذا المعنى عندما تجدي هذا الرجل مسئول عنك و عن توفير كافة احتياجاتك،
رجل خلق لكي يتكفل برعايتك يتولى شؤون حياتك،
رجل كريم خلق لكي يكرمك فلقد ربط رسول الله كرم الرجل بإكرامه لك.
فكيف لا تكوني أميرة
و لقد كلف الله الرجل ألا يدعكِ ترتحلي بمفردك عسى أن تتعرضي للأذى فهو إلى جانبك ليؤمن لك الطريق ويحرسك و يدفع عنك شر الطريق.
لقد خلق الله الرجل أولا و من بعده أنتِ لكي تجدي الأنيس والرفيق فأنتِ لا تستطيعي الوجود بدون حارسك.
هل صدقتي الآن أنك فعلا أميرة؟
أم تريدين المزيد من الأدلة!
أكاد أسمع من تقول بل ملكة!!
نعم و ملكة أيضا؛
فنحن نولد أميرات في بيوت آبائنا إلى أن يأتي فارس الأحلام الذي ليس بحلم فهو فارس همام بكل معنى الكلمة فمن يستطيع أن يتكفل بحماية الأميرة فلا بد أن يكون فارس شجاع مقدام يقدر على المهمة التي كلفه الله بها،
فعندما يأتي الفارس المنتظر ستتوجين أميرتي الصغيرة بتاج الزواج المرصع بالمودة والرحمة و التفاهم و الوفاق وستتربعين على العرش الذي بناه لكِ فارسك الهمام في أحضان قلبه لتكوني أنتِ ملكته ولا ملكة سواكِ على هذا العرش الذي يحمله شرايين قلبه هذه الشرايين الطاهرة التي تنبض بالإيمان و بحب الله و سينير عرشك نور الله الذي ملء قلب فارسك و ستستظلين بأفرع شجرة الأخلاق التي رسخت في جدران قلب فارسكِ الهمام،
و عندها أيها الفارس الشجاع ستجد من ملكتك المتوجة كل جميل فكيف لا وهي من تربت في قصر الإسلام المحاط بجدران الحياء والوفاء فلن تجد منها إلا معاملة الملكات الطيبات الأصيلات وستنجب لك بإذن الله الأميرات و الفرسان و تربيهم كما تربت هي في قصر الإسلام.
وإلى أن يأتي أميرتي الصغيرة فارسكِ المقدام لا تقلقي فعساه الآن منهمك في إعداد العرش فانشغلي الآن حبيبتي بكونك أميرة إلى أن تتوجي ملكة على العرش...

سلمى ساجدة للرحمتن
15-3-2009