أصوات متداخلة، أمواج متضاربة، أفكار مشوشة، مشاعر حائرة، أحلام ضائعة، عيون دامعة، ابتسامة تائهة، كتب ممزقة، سلوكيات متناقضة، أبواب مغلقة، شوارع مزدحمة، قلوب يائسة، أجساد مجهدة، نوافذ مفتوحة، إرادة حديدية، عقول عملية، أحاسيس باردة، أوقات مشغولة، أوراق مفقودة، هوايات مهجورة، علاقات مقطوعة، أمجاد غائبة...
هذه هي حياتنا بكل لحظاتها السعيدة والحزينة الناجحة والفاشلة،نستيقظ من النوم لنلعب دورنا في الحياة قصير كان أو طويل، مهم أو غير ذلك، و لكن يجب أن يبدأ اليوم الجديد سواء كنا مستعدين لبدأه أو غير مستعدين.
على العموم فقد بدأ اليوم و أخذ الجميع دوره و بدأت عقارب الساعة في التحرك و انهمك الجميع ومر الوقت تلو الوقت و الكل مازال يمارس دوره الذي يختلف عن الآخر؛ فهذا نائم، وذاك غافل، و آخر ساجد، وغيره منهمك في عمل حقيقي يبحث عن المال عن الشهرة عن الأنا وحسب،
وهناك آخر يعمل و يجد ويعبد ويبحث عن نوافذ مفتوحة ليعبر منها إلى ما يريد بعدما أغلقت في وجهه كل الأبواب و يعبر بإرادة حديدية ليعيد الأمجاد الغائبة.
ومع كل هذا الاهتمام و الحرص رغم كل النجاح و سمو الأهداف سواء كانت شخصية أو جماعية، و مع استمرار مرور الوقت نكتشف أننا فقدنا الكثير و الكثير أثناء زحمة اليوم،
فوضعنا أشياء كثيرة على هامش حياتنا بدون النظر إلى أولويتها أو حتى أهميتها لنا، فقد افترضنا أنها أشياء هامشية لا قيمة لها و بعد ذلك تسائلنا في دهشة شديدة ما سبب هذه الأفكار المشوشة و الأحاسيس الباردة.
عندما لا نستطيع أن نميز بين الغالي و الرخيص، بين الأصيل و المصطنع لا بد أن يختلط علينا الأمر و لا نستطع أن نميز بين ما يجب أن يكون على الهامش، و ما لا يجب أن يكون.
و للأسف الشديد لا ندرك قيمة هذه الأشياء في حياتنا إلا بعد فوات الأوان، بعدما نكتشف أن ما كان يميزنا هو وجود هذه الأشياء في حياتنا، وأن قدرنا الحقيقي و مشاعرنا الزائفة قد انجلت واضحة بفقداننا لهذه الأشياء التي همشناها بأيدينا.
فيجب علينا ألا نندهش ولا نتساءل مثلما تساءلت هذه السبحة البلهاء المصنوعة من أجود أنواع الأحجار الكريمة،
لماذا زهدني الناس و لم يعد يسحرهم جمالي؟!
أيتها البلهاء لقد خدعك غرورك، كان الناس يسعون إليكِ عندما كنتِ سبحة مترابطة بهذا الخيط الجميل، أما الآن فأنتِ لستِ سوى حبات منفرطة من الأحجار بعدما بلى الخيط الذي طالما استهزئتي به، أصبحتِ عديمة الفائدة لا قيمة لك، فلا فائدة من الدهشة ولا قيمة من التساؤل بدون أن ندرك الدرس.
فما أتلفناه بأنفسنا يجب أن نصلحه بأنفسنا قبل أن نفقد كل شيء، فيكفي ما فقدناه و لنتذكر أن الحياة لا تنتظر أحد و الزمن لا يتوقف لأحد، فلنسرع في فتح الأبواب المغلقة و البحث عن الأوراق المفقودة في حياتنا، و نصلح العلاقات المقطوعة، و نحول هواياتنا المهجورة إلى هوايات حقيقية تسكن كل وجداننا، و لنجعل قلوبنا تنبض بأحلامنا اليافعة، ولنجفف دموعنا ونجمع قوتنا لنعيد تجميع الكتب الممزقة، و نقرأ فيها ما خطه أجدادنا في بطون هذه الكتب و نتعلم منهم ما هو الفرق بين النفيس والرث، بين الصديق و العدو، بين العريق والحديث، بين الباقي والفاني.
سنتعلم أن أهمية الأشياء ليست بحجمها و لكن بقيمتها و مدى إيماننا بها، و أن الإنسان الأصيل ليس لحياته هوامش تذكر ومن أصر على تهميش أشياء في حياته كنتيجة لأوقاته المشغولة فليتأنى في اختيار ما هو جدير بالتهميش، و ليتذكر دائما أن حياتنا من صنع أيدينا فلنتحمل نتيجة صنيعنا.
سلمى ساجدة للرحمان
اذا كان كل هذا على هامش الحياة ..فما بالك بالحياة نفسها
ردحذفنحن من نصنع الحياة
الحياة جميلة سواء كان دورنا فيها كبير او صغير
المهم هو اهمية الدور ..
الحياة لا تنتظر احد ولا تقف لاحد ولكن الحياة نفسها من صنعنا
نحن من يمشى فى الشوارع ..نحن من يتحدث ..نحدث صوت ..نصنع الوان ..نضحك .. نبكى ..نحن الحياة
نحن الحياة نفسها ..
تحياتى لتلك الكلمات
صح جدااا يا سلمى
ردحذفيجب أن نرتب احتياجاتنا في الحياة ونعلم ما الذي يجب تهميشه
ولكل منا وجهة، لذا فإن ما يأتي على الهامش بالطبع سيختلف
سعدت بفكرة السبحة ذات الخيط البالي ،
لكتابتكِ مذاق خاص :)
أختك
هبة
لكلماتك مذاق خاص
ردحذفولأمثلتك روعة تعمق المعنى
فكأن الكلمات والامثلة بحر ذاخر تقطفين منه ما شئتي فيطيعك في غير تردد ولا تواني
وكان يقال عن الفرزدق وجرير احدهما ينحت في صخر والآخر يغرف من بحر
تعبيرا عن صياغتهما
لكن بحرك الذي تغرفين منه هو البحر الشاب
فنحن بحاجة فعلا لأن نقرأ لشباب امثالنا .
هذا علي المستوى العام للموضوع وكل مواضيعك ونسأل الله ان تكون في ميزان حسناتك يوم القيامة وان يهدي بها .
أما الموضوع نفسه من حيث المعنى الذي توارد للذهن فهو بالفعل كلام في محله
واعتقد ان هذا المثال الرائع سيظل محفورا في الذاكرة ، نستحضره لنفهم ونفسر بعض الامور ، فمسبحة تحولت لحبيبات متناثرة بعد ان انقطع اوهن مكوناتها وارخص اجزائها والذي كان متواري خلف جمال لآلئها .
"فما أتلفناه بأنفسنا يجب أن نصلحه بأنفسنا قبل أن نفقد كل شيء، فيكفي ما فقدناه و لنتذكر أن الحياة لا تنتظر أحد و الزمن لا يتوقف لأحد، فلنسرع في فتح الأبواب المغلقة"
"ليتذكر دائما أن حياتنا من صنع أيدينا فلنتحمل نتيجة صنيعنا"
جزاكم الله خيرا
والي العمل والنجاح دائما
ودام قلمك مبدعا
سلمى
ردحذفجميله قوي المقاله وعميقه المعنى وأسلوبك متميز يدل على امتلاكك لأدوات الكتابه وفن المقال .
احسنتي وابدعتى .
تقبلي تحياتي ومروري
محمد البنا
طريق النجاح
السلام عليكم
ردحذفكلامك جميل، بس غامض شوية، بمعني أن ممكن يتفهم علي انه موجه بشكل عام(للأمم)، أو بشكل خاص (للأفراد)
أنا حاسس ان انتي قاصده تخليه كده.
اعترفي :)
لكن عموما فيه ناس كتير أوي خلت الحاجات اللي جديرة بالتهميش هي الحاجات الأساسية و العكس، يا ريت ناس كتير تقرا كلامك ده و يعملوا بيه.
تحياتي
حازم
الانسان حق لايشعر بحاجاتكتير ولايعرف قيمتها الا بعد ان تغيب عنة هنا يعرف
ردحذفولكن
بعد فوات الاوان
مع خالص تحياتى
well فعلا المهم أهمية الدور وكيفية الأداء، عجبنى جدااا جملة نحن الحياة نفسها...أسعدني مرورك الراقي
ردحذفهبة النيل: تلمذتِك يا فندم;)الناس شيفنا شبه بعض فى كل حاجة مش هتيجى على الكتابة:)))رأيك دايما يهمنى ربنا يعزك.
ردحذفد/أحمد لاشين: ياالله كلام كبير جدااا حضرتك اديت للمقال حجم أكبر من حجمه بكتييييير، جزاك الله خيرااا كثيرااا تعليقك ادخل على قلبي السرور...وتفسيرك للسبحة اضافلها معنى قوووى
ردحذفاللهم استجب ولك بمثله...
محمد البنا: جزاك الله خيرااا، شرفني تعليقك الراقي
ردحذفوعليك السلام ورحمة الله وبركاته
ردحذفحازم: أولا أشكرك على التعليق، ثانيا: بصراحة كل خاطرة كتبتها أو هكتبها إن شاء الله فهى نتيجة تجربة شخصية أو موقف شخصى جدااا بس الناس ماتهمهاش حياتى الخاصة علشان كدا بدأت أكتب بطريقة متغطية ممكن أى حد يسقطها على حياته بالمعنى اللى ينسبة يمكن من هنا جاء الغموض وفي نفس الوقت مقلقش أن اى حد يقرا اللى بكتبه...جزاك الله خيرااا نورت المدونة
تامر نبيل: فعلا سيدي الفاضل بعد فوات الأوان، وساعتها الواحد بيبقى عنده استعداد يعمل اى حاجة علشان يرجع الموقف تانى ويعيد ترتيب أولوياته من جديد..اسعدتنى كثيرااا بتعليقك
ردحذفسلمى
ردحذفجزاكم الله خيرا على الموضوع والفكره الهامه
احيانا فعلا يضع الانسان اولوياته بطريقه خاطئه فيهمل ويهمش امورا هامه ويعظم من توافه
لذلك كان الافضل مراجعه النفس كل فتره واعاده التقييم
فعلا احيانا لما بنراجع نفسنا ممكن نلاقى جواهر ودرر نسيناها او مش واخدين بالنا منها
ربنا يكرمك ويوفقك
موضوع نسبي
ردحذفيختلف من فرد لآخر
ومن مجتمع لمجتمع
فالهامشي في نظري قد يكون أساسياً في نظر غيري .. والعكس صحيح
وربما تكون فكرة الهامشية نفسها غير موجودة بالمعنى الحقيقي بسبب نسبيتها
على كل حال ،،
لا يسعني إلا أنْ أبدي لكِ إعجابي الشديد بكتاباتك ، التي تخفي ورائها بالتأكيد عقلاً ناضجاً وتفكيراً واعياً بالفعل ..
تحياتي لكِ سلمى
بَرَاء
الأميرة سلمى
ردحذفتتخيلي إن والدك قاللي نفس الشيء كذا مرة
والله من زمان من أول ما اتعينت
لما بتناقش معاه في أي حاجة يقوللي ما تعمليش زي سلمى وتقوليلي كذا :)
آخرها أول أمس :))
فقلت سبحان الله يعني حتى أقرب المقربين إليكِ
يشرفني إني أكون أشبهك جدا يا سلمى
أميرة الفكر أنتِ
الدنيا بوتقه ينصهر فيها الجميع لتصير في النهايه نسيج واحد ...فلا يبقي غير الثمين و المفيد للآخرين ...تحياتي
ردحذفم/محمود فوزي: جزانا الله واياك...فعلا مراجعة النفس والتدوير بداخلها من فترة لفترة بتخلينا نفتكر حاجات كنا همشناها ولما نرجعها بنحس أن الحياة رجعت من جديد والموضوع كله فى الأصل حاجة بسيطة...الله المستعان
ردحذفتقبل احترامي
براء: كلامك مضبوط لايقبل الجدال، ودا اللى ذكرته فى وسط الخاطرة بأن لكل واحد فينا دور مختلف عن التانى بيلعبه، واللى أكدت عليه فى ختامها أن الانسان الأصيل ليس لحياته هوامش أو أنه يختار حاجة محدده وهذا ليس إلا اختلاف طبائع البشر ورغباتهم وكذلك استجاباتهم...
ردحذفشكرااا لتعليقك اللى أضافلي
تقبل تحياتى
الشرف ليّا هبة النيل، بجد ضحكت جدااا من التعليق دا لأن نفس الجملة بابا دايما يقولهالى وأنا لسه فى أولى كليه يقولى ماتعمليش زى معيده عندنا اسمها هبه، من أياميها وأنا نفسي أعرف مين هبة وكقد كان الشرف سبحان الله فعلا ربنا يعزك...
ردحذفجميلة جداً !!
ردحذفلفتِ انتباهي لأشياء كنت ساهية عنها !!
تدوينة رائعة خرجت من القلب لتستقر في القلب ..
ليس لدي ايه اضافة ..
سوى اني استفدت من كلماتك :")
بوركتِ وبورك قلمك وفكركـ..
دمتِ بسعادة وتفاؤل عزيزتي ~
جزاكِ الله خيرااا ألوان التفاؤل كل لما بقرأ اسمك بشعر بتفاؤل حقيقي، الله يعزك
ردحذفكدا أنا فهمت ليه والدك واقف جمبي وعاوزني أخلص
ردحذفأكيد عشان أسافر :)))
بيقول في نفسه كفاية عليه واحدة :)))
صح بصراحة اتنين صعب جدا
أول أمس دخلت قلتله أنا لو من حضرتك ترفدني وترتاح :))))
قاللي لاء هستحملك شوية كمان :))))
والله يا سلمى ربنا يكرمه فعلا عليه أعباء كتير
هههههههههههههههه، زى ما قلتلك وانا اعتبر نسخة مكرره فى البيت والكلية...ربنا يكرمك ويعزك
ردحذفطبعا الكلام دا كله هزار واحنا كلنا ولاده قدره بقى;-)لازم يستحملنا
في الأول والأخر احنا اللي بنحدد أيه المهم وأيه اللي على الهامش
ردحذفوكل واحد بتختلف نظرته للحياة عن الأخر
تحياتي على هذا الموضوع الهام
ويبقى التواصل
معتز شاهين: متفقه مع حضرتك جداا يا فندم حياة كل واحد فينا مش نسخة كربون من التانى مافيش أكتر من الاختلاف بين الطبائع والاحتياجات البشرية. جزاك الله خيرااا
ردحذف"الأشياء ليست بحجمها و لكن بقيمتها و مدى إيماننا بها" واضح انك حد منظم جدا في افكارة بدليل انه البوست مش سهل ومع ذلك منظم وبيوصل اللي عاوزة تقوليه..
ردحذفانا اخدت جولة فعلا في المدونة قبل ما اعلق و عجبني كلامك العميق وان كان في بعض الاحيان اعمق من العادي.
اسجل اعجابي الشديييييد ببوست "الناس دى هنا بتعمل ايه؟؟؟" وفعلا عندك مليون حق في السؤال.
اسجل كمان اعجابي ببوست (صراع مع الماضي) و (قرارات ميت)
حقا استمتعت بوجودي هنا..
بالمناسبة..الجولة اللي اخدتها هنا..
ردحذفارجوا ايقاف (الاحرف التاكيدية) التي تظهر عند التعليق لانها مجرد تعطيل وتأخير مش اكتر :)
Timo: وأنا بسجل اعجابى الشديد بتعليقك المتميز شكرااا ليكِ نورت المدونة وأسعدني كثيرااا تواجدك وأتمنى دوام المشاركة، وبالنسبة لموضوع الحروف التاكيدية إن شاء الله هشوفه، شكرااا مرة تانية
ردحذفوالله انا مش لقى كلام جميل اعبر به عن هذا الموضوع الاجمل سوى ان اقول ربنا يكرمك ويفتح عليك
ردحذفالله يعزك يا فندم، منور المدونة يا دكتور ومافيش أجمل من الدعاء جزاك الله خيرااا
ردحذف