الاثنين، ١٢ أبريل ٢٠١٠

أرض الموت




هل شعرت أنك تريد أن تقول كلام كثير و لكن لست تدري من أين تبدأ وإلى أين تنتهي، تحمل مشاعر متضادة، أحلام متعاكسة، هل شعرت للحظة أن رغبة الانتقام تمكنت منك، رغبة الغضب، رغبة الخوف تملكتك؟ هل شعرت بطاقة لا حدود لها تكاد تفجر جسمك من قوتها تقابلها في نفس اللحظة إحباط شديد و استسلام مرير.
 رغم أنفك تسير في طريق لا خيار لك غير السير، هل شعرت بأنك محبوب و أن لك أصدقاء و مع ذلك تشعر بالغدر و الخيانة، تشعر بأن الطعنات الموجهة لك من أقرب الناس قد يكون متعمد في طعنك و قد يكون عن جهل و لكن في النهاية فهو السبب في إراقة دمك (حلمك) هو السبب وراء انهيارك و بكل استفزاز يتعلل بأنه كان يقصد خيرا.
 أهذا يعقل يا بشر؟!


ماذا تشعر عندما تجد كل هذه المشاعر داخلك، و في نفس الوقت إلى أيهم ستنجرف للاستسلام أم المقاومة، للقوة أم للضعف، للأمل أم لليأس، و لكن قبل هذا هل بيدك أن تختار في الأصل بينهم. أم أن هناك قوة خفية تسطر لنا مسيرتنا تتخفى خلف ستار الواقع الزائف. من المتحكم أنت أم هي؟


هل لديك الرغبة و الإرادة؟ قد تكون الإجابة بنعم و لكن الواقع الزائف يصرخ فيك ليفقك لا أيها الأحمق فأصدقائي من أعداء النجاح يحيطون بنا من كل جانب يوجهوننا للسير في طريق لا نور فيه طريق يسير بنا إلى أرض الموت، أرض تكتب الموت لأحلام الشباب لطاقاتهم أرض تخضعنا للاستسلام رغم كل الحماس رغم كل الإرادة.


أرض الموت مكان يسكنه كل أعداء النجاح كل من يرغب في البقاء على حاله ولا يكتفي بهذا بل يرغم الجميع على البقاء معه في هذه الأرض البور.لكني اكتشفت اليوم أن هذا النوع من البشر بسيط يسهل مقاومته،

 ولكن أصعب نوع يسكن هذه الأرض، هم البشر الذين يسمحون لأنفسهم بكل شيء و يحرموه عليك لأنهم فقط أولياء أمرك وهذا سبب أساسي في خلق هذه المشاعر المضطربة داخل أي إنسان،

 أما النوع الثالث من سكان أرض الموت هم أناس تسعى لتأخذ بأيديهم لتخرجوا سويا من أرض الموت و تكتشف بعد حين أنهم بدءوا في البحث عن طريق آخر بدون أن يخبروك، بعد كل محاولاتك لمساعدتهم فما أقصى هذه الطعنة فلطالما جاءت من أقرب المقربين، باعوا الإخلاص و الوفاء حفروا بداخلك جرح و ضغطوا عليه بكل قسوة.


والنوع الرابع من سكان هذه الأرض لا يجيدون شيء سوا النقد و التعديل على الآخرين بدون تقديم أي بديل أو أي حل و هؤلاء ما أكثرهم و ما أبرعهم في أداء مهمتهم النقدية الإحباطية.

 أما النوع الخامس فهم أشخاص لا يعرفون للمسؤولية طريق لذلك كانت أرض الموت مسكنهم، هم يرفضون هذا الواقع الزائف و لكن جهلهم بمعنى المسؤولية كان السبب في جعلهم من نزلاء هذه الأرض.


 و يبقى النوع الأخير من سكان أرض الموت، هم بشر يسري في دمائهم الروتين يعشقون رتابة الحياة لا يقبلوا أي فكر جديد أي فكر جرئ لا توجد للمغامرة معنى في قاموسهم.


 هؤلاء هم سكان أرض الموت، هؤلاء هم أعداء النجاح، هؤلاء من تناسوا أن قوة الإرادة و العزيمة و قوة التوكل على الله أقوى من كل قوى الأرض، قد نمر بفترات كمون لنعيد ترتيب أوراقنا و لكنها أبدا لن تكون استسلام، فرحلوا عنا جميعا و لتجعلوا أرض الموت مقابركم و لتتخذوا من واقعكم الزائف أكفانكم

وليسامحكم الله...
سلمى ساجدة للرحمان

هناك ١٣ تعليقًا:

  1. السلام عليكم

    ماابشع اعداء النجاح انتي فصلتي انواعهم بالتفصيل هؤلاء ببساطة يكرهونك ويكرهون حلمك لابد من مصادفتهم في اثناء الطريق للحلم حتي تشعر انت من داخلك بلذة النجاح والانتصار عليهم في النهاية


    تحياتي

    ردحذف
  2. كلام جميل يا سلمى وبجد جاء بوقته فانا بحاجته

    بهذة الايام , ربنا يحميكي يا قمر

    تحية واحترام

    ردحذف
  3. السلام عليكم
    يكفي تحديد شيء أساسي فيمن حولك حتي لا تنخدعي بهم في النهاية. هل هذا الشخص بالفعل يعرف الله و يراقبه في جميع تصرفاته؟ أم أن الرجوع الي الله شيء استثنائي في حياته؟ هل يعرف حدود دينه جيدا و يسعي لمعرفة المزيد؟ أم ان تلك مسائل لا تخصه، و لديه اهتمامات أخري يتلهي بها عن طلب العلم الديني الذي هو فرض عين.
    هل يطبق ما جاء به الدين فعلا علي نفسه ام أنه يردد ذلك فقظ و عندما يواجه مواقف معيتة فانه يتصرف وفقا لمصالحه الشخصية حتي و ان تعارض ذلك مع الدين؟
    أعتقد أن هذه هي الأسئلة التي يجب الاجابة عنها قبل أن نضع ثقتنا في شخص ما.
    أما عن الآخرين الذين تفرض علينا الظروف التعامل معهم و نحن نعرف أنهم من تلك الأصناف التي ذكرتيها فمن المعروف أن الناس ليست ملائكة و من الواجب الحذر الشديد عند التعامل معهم دون محاولة تغييرهم، و تذكري مثال البئر التي قد تجدينها تعوق طريقك نحو هدفك، فمن الأفضل تفاديها و تجنبها بدلا من الانزلاق فيها أو اضاعة الوقت و الجهد في محاولة (قد تكون مستحيلة) لردمها، فالطريق طويل و الوقت المتاح قصير جدا و الآبار و المعوقات كثيرة.
    حازم

    ردحذف
  4. موضوع جدا قيم ورائع .. وأما عن نفسي فلم أكن موجودة في أرض الموت بل كنت في بؤرة إعصار الجهل والجهلاء من حولي يحاولون أن يحبطو من عزيمتي لكن بقوة الإيمان بالله عز وجل والإصرار تمكنت من الوصول إلى حافة إعصار الجهل والخروج منه وترك الجهلاء يعصرون في الجهل.

    ردحذف
  5. هيثم السايس: أهلا بيك دائما وأبدا، متفقه معاك جدااا، بس ساعات الواحد بينهك من كتر الصراع وساعتها بيفقد احساسه بلذة اى شيء حتى لذة العناء للوصول للهدف، الله المستعان

    ردحذف
  6. أخيتى الغاردينيا: أسعدتينى بجد ربنا يقوينا جميعا على المواجهة وتخطى الصعاب، ربنا يعزك ويحفظك

    ردحذف
  7. حازم كلام جميل: فعلا كلنا مش ملائكة وعليه لابد نقابل الناس دى ونقع فى شباكهم، وربنا بيسلم بعدها والأزمة بتعدى

    ردحذف
  8. حبيبتى هبة النيل، دعوااااااااااااااااااااااااااتك

    ردحذف
  9. دندنة: ايه الكلام القوى دا نورتينى وأسعدنى تواجدك المثمر جزاكِ الله خيرااا فى انتظارك من جديد

    ردحذف
  10. والله دى حاجة رائعة جدا

    ودا اول مرور لى

    واتمنى ان يكون فى زيارة لمدونتى

    ع نـــــــــــوتة

    ردحذف
  11. أهلا بيك وشرفنى تواجدك وتعليقك وأتمنى أن زيارتك للمدونة تتكرر، مدونتك قويه جدااا عجبتنى قوى ربنا يجعلها فى ميزان حسناتك...

    ردحذف
  12. اللهم امين يارب

    اريد المتابعة والاستمرار فى ع نوتة وليس فى كشكشول


    لكى جزيل الشكر ع المحجهود الفوق قوى بصراحة

    وجعله الله فى ميزان حسناتك .

    ردحذف

شاركني خاطرتك...