هل أجريت حوارا يوما مع أحد الأموات؟
أستطيع أن أسمع أصوات تردد مالي هذه المجنونة و هل الأموات يتكلمون؟!
كما أستطيع أن أرى عيونا قد لمعت فهم مشغوفون بعالم السحر و الشعوذة و تحضير الأرواح.
لكن كلاهما مخطأ فأنا لست مجنونة ولا ساحرة، بل مثلي مثلكم و لكن تمكنت من أن أجري حوارا مع ميت نعم ميت و لكنه ميت من نوع جديد، ميت و لكن روحه بين جسده فاسمحوا لي أن أطلق عليه اسم الميت الحي.
فما قصة هذا الميت الحي إذا؟
إنه إنسان يعيش بيننا و لكن لا نعرف عنه شيء، يأكل و يشرب و يتنفس و لكن لا نشعر به، يخرج و يدخل و لكن لا نحس به.
ترى لماذا؟ هل لأنه شخص هادئ؟
لا على الإطلاق فقد يكون شخص مثير للضجة، يحاول جذب الانتباه بشتى الطرق، و لكن بلا جدوى، و هنا يتكرر السؤال ملحا لماذا؟
لأنه شخص لا يستطيع أن يترك بصمته في المكان الذي تواجد فيه فليس له رأي واضح و لا هدف محدد يعيش بلا هدف،
تمر عليه الأيام بدون أن يضيف شيء جديد لها ولا حتى لنفسه.
هو شخص فقد الأمل عند أول مشكلة واجهته، رفع الراية البيضاء و أعلن الاستسلام لعواصف الحياة بدون أي نوع من أنواع المقاومة حتى الاعتراض فقد تنازل عنه، تنازل عن كل حقوقه البسيط منها و الثمين. بكلمات أكثر وضوحا هو شخص باع حياته لأصحاب الهوى بلا ثمن، فأكلت الأيام عمره و هو مازال مغيب مسيطر عليه اليأس والاستسلام.
وفي يوم من الأيام شعر الميت الحي باختناق وعدم القدرة على القيام بأي شيء، فذهب للطبيب يشكو له من الأعراض التي ظهرت عليه و كان من بينها (اليأس - اللامبالاة – الضعف - الخوف)، وعندها خفض الطبيب رأسه، فشعر الميت الحي أن المرض خطير جدا، عندها رفع الطب رأسه قائلا يا بني لقد استسلمت لتلك الأعراض حتى تمكن منك المرض و قد وصل المرض للقلب،
ثم أكمل الطبيب قائلا:- مثل هذا النوع من الأمراض لا يوجد له علاج في الطب، فالمرض الذي تشكو منه هو السلبية المطلقة....
خرج الميت الحي من عيادة الطبيب هائما على وجهه، وبينما هو سائر في طريقه المجهول قابل بعض الرفاق فأسرع إليهم ليسلم عليهم فإذا بهم يحاولون تجنبه فاندهش من موقفهم، فقد كانوا أعز الرفاق يوما فلماذا التجاهل ولماذا الخوف من الاقتراب منه.
أجبرته عزة نفسه على تجاهل موقفهم وأكمل طريقه الذي لا يعرف إلى أين سيؤدي به،
و في أثناء سيره لاحظ ابتعاد الكل عنه، هنا ازدادت دهشته و أصر على معرفة السبب فذهب إلى أحد أصدقاؤه وكانت هذه المرة الأولى التي عرف فيها إلى أين يذهب و لماذا. قابل صديقه و سأله لماذا يحاول الجميع البعد عني فجاوب الصديق المخلص في قلق، قائلا:-
عزيزي مرضك معدي و من تمكن من رسم هدفه في الحياة فمن الصعب التنازل عنه، فمرضك ينتقل للآخر لا شعوريا و الكل يخاف على مستقبله!!
وقعت هذه الكلمات على مسامعه وقع الصاعقة، و بدأ يدرك الميت الحي خطورة المرض و أن مزيد من الاستسلام سيؤدي إلى مزيد من تفشي المرض و من ثم القضاء عليه نهائيا،
عندها فقط أصدر الميت الحي أول قرار في حياته وهو أن يتحلل من كفنه الأسود الذي أحاط به نفسه طول حياته و الذي كان مخيطا بثلاث حلقات حديد:
الأولى أنا ضعيف، و الثانية لا أستطيع، و الثالثة لا جدوى.
و يأتي قراره الثاني بأن يخوض معركة الحياة بلا استسلام أو تنازل مؤمنا بأن الحياة إما أن تكون مغامرة جريئة أو لا شيء على الإطلاق.
وبعد هذين القرارين خط جواب شديد اللهجة وجهه لتجار الهوى مكون من الآتي:-
احذروا يا......من باقي قراراتي، فكما قال صديقي المخلص من تمكن من رسم هدفه في الحياة فمن المستحيل التخلي عنه، و أنا قد وجدت هدفي...
سلمى ساجدة للرحمان
كل سنه وانتى ديما يارب رسمه هدفك وعارفه وجهتك وطريقك
ردحذفوأنت بالصحة والسعاده والتفوق، نورتى المدونه أسعدنى مرورك جدااا
ردحذفقصه جميله
ردحذففعلا احاول تجنب التعامل مع السلبيين
مجلسهم وكلماتهم يالله
كأن لوناً اسودا ب الحزن قد كساها
في بيت شعر جيه ف بالي
أحب الصالحين ولست منهم لعلى أنال بهم شفاعه
وأكره من تجارته المعاصى وإن كنا سواءا فى البضاعه
احب الايجابين ولو لم اكن منهم لعلى ان انال منهم همة
واكره من بضاعته السلبية ولو كنا سواءا فى البضاعه !
جميل ان الانسان يتحرر من قيود اثقلته
ضعيف لا استطيع لاجدوى
رسائل سلبية ولكل فعل ردة فعل مضادة له ف الاتجاه ومساويه له ف القوه
وما زرعته تحصده !
ف نفس الوقت احزن لحال من على تلك الشاكله
حياتهم فاااااااااااااااااارغه بمعنى الكلمه
لا شئ يدفعهم للأمام
لا انجاز
صراحة احيانا اركن لجزء من السلبية لكنى سراعاً ما اتخلى عن قناعها
الإنسان السلبيى السلبية المطلقة بيقتلنى التعامل معاه، كلنا داخلنا ميل للسلبية ممكن نسميه لحظة كسل كمون انسحاب نفسي لكن مش سلوك يومي ربنا يعافينا من السلبية المطلقة بجد زي ما قولتى يا آية بيصعبوا على الواحد جدااا ونفسي بتصعب عليا قوي لما بأصاب بالحاله دى، ربنا يحفظنا ويملى حياتنا دايما ايجابية وتفاؤل وانجاز ويقينا شر الرسائل السلبية، مشكوره يا قمر
ردحذفما فيش حد سلبى سلبية مطلقة كل واحد يتاخذ القرار اللى هو شايفة مناسب لية فى الوقت المناسب ولا تنسى اننا نعيش فى مجتمع تربى على السلبية منذ الصغر بمقولات امشى جنب الحائط ارضى بالمقسوم وانا مالى خلينى فى حالى الباب اللى يجيلك منة الريح سدة واستريح وغيرها الكثير وعلى راى سمير غانم فى المتزوجون اموت واعرف مين اللى رامانى فى الحفرة وراء شيرين
ردحذفالسلام عكم ورحمة الله وبركاته ..
ردحذفموضوع أكثر من رائع .. ولا أخفي عليك غاليتي أنا كنت أحد هؤلاء الأموات .. رغم إيماني بأن أقدر أن أعمل المستحيل، لكن ظروف الحياة كانت أكبر عائق أمامي، وعندما قررت أن أصحوا من موتي، وجدت النور الذي كنت أبحث عنه في داخلي ولله الحمد.
بارك الله فيك ونفع الله بك الأمة الإسلامية العربية.
عفوا أنا لست أميرا ولكنني مندهش من هذه الندوينة كم هي رائعة في الأسلوب والمعنى ولكن لي بعض الملاحظات الطفيفة
ردحذفممكن اقول عليها؟
فظيع مش عارفة لية كانك بتكلمى عنى فى الفترة دى لما تحى نفسك انسانة مجهولة مش عارفة فين بداية يومك من نهايتة ملكيش لزمة اهة كددا كدا قادة فى البيت كل اصحبك الى كانوا معاكى كل واحد شاف حياتة وانتى ليكى نفس الحياة بس يا خسارة ش ارفة تعشيها مش مهم ين حطك يها امكلة دى انتى ولا شريك حياتك الاهم انك متضعفيش وانتى اقوة من كدا واكيد هتلاقى حل بطبع لقيت وحاسة انى بتحدى الكون ههههههههه سلمى خلتينى اكلم نفسى ههههههه ادعيلى
ردحذفسلمى انا دينا الانسان الى كتب الكلام الى فوق حتى الكمبيوتر مش معترف بية ان غير معروف
ردحذفمحمد عبد الوهاب: فعلا احنا اتربينا فى مجتمعنا على السلبية واللامبالاه بس أكيد احنا محتاجين سنين كتير علشان نقتنع بعكس اللى اتربينا عليه، جزاك الله خيرااا
ردحذفبس فى الحقيقة مفهمتش قصد حضرتك من مثال سمير غانم...
الشجرة الأم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ردحذفمنورة المدونه وشرفتينى بتعليقك الرائع، الحمد لله رب العالمين أنك استطعتي تتغلبي على الظروف وتمضي فى طريقك ربنا ويوفقك ويحققلك كل أحلامك
جزاك الله خيرا تقبل الله منا ومنكم
شاعر سبيل: أخي الكريم حتى وإن كنت عابر سبيل أهلا وسهلا بك فى هذه المدونة المتواضعة شرفنى مرورك، وأنا فى انتظار ملاحظاتك على الرحب والسعة مادام الغرض منها الصالح، تقبل منى فائق الإحترام
ردحذفpure love: والله يا دينا عرفت أنك أنتِ بمجرد لما قريت الكلام اللى أنتِ كتباه، هونى على نفسك صدقينى الحياة حلوه وتستاهل تتعبى علشان تعيشيها أهم حاجة أنك تعرفى أنتِ عايزه ايه منها كفايه أنك تطوري نفسك علشان تكونى أم صالحة لأحلة ميار فى الدنيا، فى الحقيقه آخر كام سطر مافهمتهمش بس كل اللى عايزه أقولهولك استعينى بالله علشان تقدري تغيري الواقع المزعوم اللى أنتِ رسمتيه لنفسك، ادعى ربنا كتير وبإذنه هيفرج كربك، على فكره قاعدة البيت ممكن منها تقدري تعملى حاجات كتيره بس جددى النيه وتوكلي على الله،
ردحذفمعاكى حق ياسلمى الى يعيش بدون أمل يبقى كأنه مش موجود فعلا ويبقى متساوى عنده الحياة والموت مهو كده كده ملوش بصمة
ردحذفموضوع هايل بجد
ربنا يكرمك ويسعدك
http://www.fayoumwindow.net/index.php?t=content&tid=30&cid=2009
ردحذفلو دخلتي أميرتي على هذا الرابط وقارنتي بينه وبين تدوينتك الرائعة ستجدين ملاحظاتي في بعض الكلمات التي تغيرت
عفوا فأنت الأميرة
جزاك الله خيرااا mohamed ghalia، ربنا يحفظنا من الاحساس دا بجد انتهاء الحياه أهون بكتير من أن الشخص يعيش فيها عاله عليها، الله المستعان
ردحذفشكرااا
سيدي الفاضل شاعر سبيل: جزاك الله خيرااا كثيرااا فادتني كتير تلك الملاحظات، وبحاول أعالج الالفظاللغويه فى اقرب وقت، متشكره جدااا واسعدنى كثيرااا تعليقك.
ردحذفعفوا انا مقصر
ردحذفكانت لدي مشكلة في ارسال التعليقات
وكنت اقرأ الموضوع وتعليقات زوارك ولا استطيع الارسال
لكن المشكلة اتحلت لوحدها الحمدلله
فعلا الميت هو ميت الاحياء
هو المحروم من الحياة
المعذب بالحياة
من عاش بلا هدف فهو فعلا ميت
وقديما قال شوقي :
الناس صنفان : موتى في حياتهم
وآخرون ببطن أرض أحياء
ففز بعلمٍ تعش حياً به أبدا
الناس موتى وأهل العلم أحياء
ومن العلم تحديد الهدف
د/ أحمد لاشين: العفو أخي الفاضل، الحمد لله أن المشكلة اتحلت شرفت المدونة من جديد بتعليقاتك المثمرة،
ردحذفالناس موتى وأهل العلم أحياء
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
جزاك الله خيرااا
راقية الفكر سلمى
ردحذفجميلة مدونتك جدااا فعلا ورائعة
وفكرك راقي وواعي
تمنياتي لكِ بالتوفيق الدائم
أختك
هبة
يا أهلا وسهلا بهبة النيل، دى شهادة أعتز بها جدااا
ردحذفنورتينى وأسعدتينى حقيقى بمرورك...
تقبلى فائق احترامي وتقديري